للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآمر والمأمور، وأكثر الناس لا يدري بهذه الأمور. وهذا الذي ذكرناه فيه عبرة عظيمة، وشاهد لأهل هذا الدين: أن الله لما سلط عليهم عدوهم، ونال منهم ما نال، صار العاقبة والسلامة لمن ثبت على دينه، واستقام على دين الإسلام.

ثم إن الله تعالى أوقع بعدوهم ما ذكرنا وأعظم; لكن ذكرنا الواقع على سبيل الاختصار لقصد الاعتبار، {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [سورة الحشر آية: ٢] . ثم إن الله أجرى على من أعانهم من أهل نجد، ممن شك منهم في هذا الدين، وأكتر الطعن على المسلمين، أن الله سبحانه وتعالى أفناهم؛ وهذه أيضا من العبر، لم يبق أحد ممن أظهر شره، وإنكاره وعداوته للمسلمين، إلا وعوجل بالهلاك والذهاب، ولا فائدة بالإطالة بعدهم، ومن سألنا أخبرناه عنهم بأعيانهم.

وأما ظهور خالد وإسماعيل، فإنهم لما جاء الخبر بأنهم وصلوا المدينة، وخرجوا منها، استشارنا فيصل رحمه الله في الغزو والإقامة.

فأشرت أن اخرج بالمسلمين، ويكونوا في البطينيات، من الدجاني إلى ما دونه، وينْزل قريبا من العربان، لأن أكثر رعيهم من الدهناء، ويؤلف كبارهم بالزاد، وينقل البر من سدير والوشم، وزاد الأحساء والقطيف من تمر وعيش، ويقرب منه كبار العربان بالزاد; وكذلك من معه من المسلمين، ويصير له رجال في القصيم عند من ثبت وينتظر.

<<  <  ج: ص:  >  >>