للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صار في اليمن، فسيرهم محمد علي قبل هذا الحرب، إلى موره، وجريده، لما خرجوا على السلطان، فاستمده السلطان على حربهم، فأمده بهذين العسكرين، فهلكوا عن آخرهم، ولم يفلت منهم عين تطرف.

وذلك أن موره وجريده، في أصل ولاية السلطان، فخرجوا عليه، فهلك من عسكر السلطان، والعساكر المصرية في حربهم ما لا يحصى. وهذه عقوبة أجراها الله عليهم، بسبب ما جرى منهم على أهل الإسلام، حتى العرناووط في جبلهم، عصوا على السلطان قبل حادثة موره وجريده. وبعد هذا اشتد الأمر على السلطان، وبعث يستنصر محمد علي، فبعث لهم عسكرا كبير هم قار علي فهلكوا في البحر قبل أن يصلوا.

ثم إن السلطان بعث نجيب أفندي لمحمد علي يطلب منه أن يسير بنفسه، فبعث إليه يعتذر بالمرض، وأن إبراهيم باشا يقوم مقامه، وقبل ذلك بعث ابنه حسين بيه، الذي سبا أهل نجد، وقتل منهم البعض في ثرمداء، قاتله الله؛ أرسل للسلطان نجيب، قبل إرسال إبراهيم باشا بعسكره الذي كان معه بنجد، وتبعه إبراهيم باشا يمده، ونزلوا موره لحرب أهلها، فأذلهم الله لهم، فقتلوا فيهم قتلا عظيما. فأما عسكر حسين بيه فما قدم مصر منهم إلا صبي.

وأما إبراهيم باشا، فاشترى نفسه منهم بالأموال ; فانظر إلى هذه العقوبات العاجلة، التي أوقعها الله سبحانه وتعالى على

<<  <  ج: ص:  >  >>