بتوحيد الله، ويعظمون دعاء غير الله من الأموات، وإذا أمروا بالتوحيد، ونهوا عن الشرك استخفوا به، كما قال تعالى:{وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا}[سورة الفرقان آية: ٤١-٤٢] .
فاستهزؤوا بالرسول لما نهاهم عن الشرك، وما زال المشركون يسبون الأنبياء، ويصفونهم بالسفاهة والضلالة، والجنون، إذا دعوهم إلى التوحيد، لما في أنفسهم من تعظيم الشرك؛ وكذلك من فيه شبه منهم، إذا رأوا من يدعو إلى التوحيد، استهزؤوا بذلك، لما عندهم من الشرك.
ومن كيد الشيطان لمبتدعة هذه الأمة، من المشركين بالبشر، من المقبورين وغيرهم، لما علم عدو الله أن كل من قرأ القرآن وسمعه، يفر من الشرك، ومن عبادة غير الله، ألقى في قلوب الجهال أن هذا الذي يفعلونه مع المقبورين وغيرهم، ليس هو عبادة لهم، وإنما هو توسل وتشفع بهم، والتجاء إليهم ونحو ذلك.
فسلب العبادة والشرك اسمهما من قلوبهم، وكساهما أسماء لا تنفر عنها القلوب؛ ثم ازداد اغترارهم، وعظمت الفتنة بأن صار بعض من ينسب إلى علم ودين، يسهل عليهم ما ارتكبوه من الشرك، ويحتج لهم بالحجج الباطلة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.