[فيما أورده بعض المجادلين عن شيخ الإسلام من قوله في دعاء الأموات]
وقد أورد بعضهم: أن شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله تعالى ذكر كلاما وحكايات، تدل على أن دعاء الأموات ليس بشرك، كما ذكر أنه روى أن رجلا جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الجدب عام الرمادة، فرآه وهو يأمره أن يأتي إلى عمر بن الخطاب، فيأمره أن يستسقي بالناس، وغير ذلك من الحكايات.
قال بعض المجادلين: ولو سلم لكم في بعض الأمور أنها شرك وكفر، فإن الشيخ ذكر في اقتضاء الصراط المستقيم، أن المتأول والمجتهد والمخطئ والمقلد، مغفور لهم ما ارتكبوه من الشرك، والكفر; فهذا تلبيس من الناقل، وكذب على الشيخ رحمه الله تعالى، لأنه إنما قال ذلك في سياق الكلام في بعض البدع، كتحري دعاء الله عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره.
فقال: وقد يفعل الرجل العمل الذي يعتقده صالحا، ولا يكون عالما أنه منهي عنه، فيثاب على حسن قصده، ويعفى عنه لعدم علمه؛ وهذا باب واسع، وعامة العبادة المبتدعة المنهي عنها، قد يفعلها بعض الناس، ويحصل له نوع من الفائدة، وذلك لا يدل على أنها مشروعة؛ ثم العامل قد يكون متأولا، أو مخطئا مجتهدا، أو مقلدا، فيغفر خطؤه ويثاب على فعله من الخير المشروع، المقرون بغير المشروع.
قال: والحاصل: أن ما يقع من الدعاء المشتمل على كراهية شرعية، بمنْزلة سائر العبادات; وقد علم أن العبادة المشتملة