وهو اتخاذ الند للرحمن أيا ... كان من حجر ومن إنسان
يدعوه أو يرجوه ثم يخافه ... ويحبه كمحبة الديان
والله ما ساووهمو بالله في ... خلق ولا رزق ولا إحسان
لكنهم ساووهمو بالله في ... حب وتعظيم وفي إيمان
جعلوا محبتهم مع الرحمن ما ... جعلوا المحبة قط للرحمن
[قول شيخ الإسلام فيما نذر لغير الله]
وقال شيخ الإسلام: وأما ما نذره لغير الله، كالنذر للأصنام والشمس، والقمر والقبور ونحو ذلك، فهو بِمنْزلة أن يحلف بغير الله من المخلوقات، والحالف بالمخلوقات، لا وفاء عليه ولا كفارة، وكذلك الناذر للمخلوق ليس عليه وفاء ولا كفارة; فإن كليهما شرك: والشرك ليس له حرمة، بل عليه أن يستغفر الله من هذا العقد، ويقول ما قال النبي صلى الله عليه وسلم:" من حلف باللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله" ١ انتهى; قوله: فهو بِمنْزلة أن يحلف بغير الله; أي: في عدم الانعقاد، لا حقيقة كحقيقته، لأن النذر عبادة بخلاف الحلف. وقال أيضا، على قوله تعالى:{وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}[سورة المائدة آية: ٣] : ظاهره: أنه ما ذبح لغير الله، مثل أن يقول: هذه ذبيحة لكذا; وإذا كان هذا المقصود، فسواء لفظ به أو لم يلفظ به، وتحريم هذا أظهر من تحريم ما ذبح للحم، وقيل فيه: بسم المسيح ونحوه،
لأن ما ذبحناه متقربين به إلى الله، كان أزكى وأعظم مما ذبحناه للحم، وقلنا فيه: بسم الله، فإن عبادة الله بالصلاة له
١ البخاري: تفسير القرآن ٤٨٦٠ والأدب ٦١٠٧ والاستئذان ٦٣٠١ والأيمان والنذور ٦٦٥٠ , ومسلم: الأيمان ١٦٤٧ , والترمذي: النذور والأيمان ١٥٤٥ , والنسائي: الأيمان والنذور ٣٧٧٥ , وأبو داود: الأيمان والنذور ٣٢٤٧ , وابن ماجه: الكفارات ٢٠٩٦ , وأحمد ٢/٣٠٩.