للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [سورة التوبة آية: ٥] .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " بعثت بالسيف بين يدي الساعة، حتى يعبد الله وحده لا شريك له " ١، وهذا معنى قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ} [سورة البقرة آية: ١٩٣] أي: الطاعة والعبادة لِلَّهِ وهذا معنى لا إله إلا الله، نسأل الله أن يجعلها آخر كلامنا ; وصلى الله على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

وقال أيضا: رحمه الله تعالى:

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: " إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب "٢، فقد يحتج بهذا الحديث من زعم أن هذه الأمور الشركية التي تفعل عند القبور، ومع الجن، مثل سؤالهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، والاستعاذة بهم، والتقرب إليهم بالذبح لهم، والنذر لهم، وغير ذلك من أنواع العبادة، ليست عبادة لهم ولا شركا.

فيقال أولا: إن النبي صلى الله عليه وسلم نسب الإياس إلى الشيطان، ولم يقل: إن الله أيسه؛ فالإياس الصائر من الشيطان لا يلزم تحقيقه واستمراره، ولكن عدو الله لما رأى ما ساءه من ظهور الإسلام في جزيرة العرب وعلوه، يئس من ترك المسلمين دينهم، الذي أكرمهم الله به، ورجوعهم إلى الشرك الأكبر؛ وهذا كما أخبر الله سبحانه عن الكفار، في قوله: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ} [سورة المائدة آية: ٣] .


١ أحمد ٢/٩٢.
٢ مسلم: صفة القيامة والجنة والنار ٢٨١٢ , والترمذي: البر والصلة ١٩٣٧ , وأحمد ٣/٣١٣ ,٣/٣٥٤ ,٣/٣٦٦ ,٣/٣٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>