للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشفاعة، فيقال أولا: طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته ممتنع شرعا وعقلا.

وأيضا: فالمستشفع يقول للمستشفع به: اشفع لي، ادع الله لي ; لا يقول: أعطني، كما كان الصحابة يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم في حياته: استسق لنا، استنصر لنا ; لا يقولون: اسقنا أو أغثنا، أو انصرنا على عدونا ; فمن استشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم أو غيره إلى الله، في جلب رزق أو دفع ضر، أو رفعه، لا يقول ارزقني أو اكشف ضري ; بل يقول: ادع الله لي.

وأيضا، فقول الناظم أولا:

إن لم تكن في معادي آخذا بيدي ... ومنقذي من عذاب الله والألم

تم قال: أو شافعا لي ... إلخ ; فعطف الشفاعة على الأخذ باليد والإنقاذ، فالمعطوف غير المعطوف عليه، فهو يقول: إن لم يحصل منك إنقاذ بالفعل، فانزل إلى مرتبة الشفاعة، وحاشاك أن تخيب رجائي فيك؛ وقد أبطل سبحانه هذين الأمرين اللذين تعلق بهما المشركون، كما في قوله: {مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ} [سورة السجدة آية: ٤] ، فالولي هو الناصر المعين بالقول ; وهذا كثير في القرآن، يقرر أنه لا ولي من دونه، ولا شفيع من دونه.

وأما قوله:

فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم

فجعل الدنيا والآخرة من عطاء النبي صلى الله عليه وسلم وإفضاله، والجود

<<  <  ج: ص:  >  >>