للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على من ينكر تصرفه صلى الله عليه وسلم بقوله: وكيف ينكر تصرفه ... إلخ ; فهذا إنكار منه على من ينكر تصرفه صلى الله عليه وسلم وتعجب منه، يقتضي إثبات التصرف له صلى الله عليه وسلم في خيري الدنيا والآخرة، بالإعطاء والمنع، وأن الله جعل له ذلك خصوصا في الآخرة، بإدخاله الجنة من يشاء.

فيا سبحان الله! ما أعظم جراءة هذا على الكذب على الله تعالى!! وهذه دعوى عظيمة يطلب منه إقامة البينة على صحتها، كما قال سبحانه عن قول الذين: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ} [سورة البقرة آية: ١١١] أي: حجتكم وبينتكم {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [سورة البقرة آية: ٢٣] ؛ فإن كل قول لا دليل عليه مردود على قائله ; ومن المعلوم: أنه لا دليل له على ذلك، ولا شبهة.

ونصوص القرآن والسنة كثيرة، دالة على بطلان هذه الفرية العظيمة، قال تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [سورة الفاتحة آية: ٤] أي: يوم الجزاء والحساب؛ وتخصيصه الملك بذلك اليوم لا ينفيه عما عداه، لأنه تقدم أول السورة أنه رب العالمين، والرب هو المالك المتصرف، وذلك عام في الدنيا والآخرة.

وإنما أضيف إلى يوم الدين، لأنه لا يدعي أحد هناك شيئا، ولا يتكلم أحد إلا بإذنه، كما قال تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [سورة هود آية: ١٠٥] ، {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً} [سورة النبأ آية:

<<  <  ج: ص:  >  >>