وقال:{وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ}[سورة هود آية: ١٢٣] ، أي: ليس أحد من الخلق أمر معه ذلك اليوم، مع أن الأمر كله له سبحانه، في الدنيا والآخرة، كما قال {قل إن الأمر كله لله} : [سورة آل عمران آية: ١٥٤] ؛ واختصاصه سبحانه بالتفرد بالأمر في ذلك اليوم، قال المفسرون، معناه: أنه لا يملك أحد في ذلك اليوم شيئا، كما ملكهم في الدنيا.
وقال تعالى:{وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً}[سورة البقرة آية: ٤٨] وقال: {يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ}[سورة الدخان آية: ٤١-٤٢]
وهذا المفتري يزعم أن الله سبحانه جعل لنبيه محمدا التصرف في ذلك اليوم، فيكون شريكا له في الأمر، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ; وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأقرب الناس إليه عمه العباس، وعمته صفية وابنته فاطمة: " أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أغني عنكم من الله شيئا " ١، وقال صلى الله عليه وسلم: " لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله. قالوا ولا أنت يا رسول
١ البخاري: الوصايا ٢٧٥٣ وتفسير القرآن ٤٧٧١ , ومسلم: الإيمان ٢٠٤ ,٢٠٦ , والترمذي: تفسير القرآن ٣١٨٥ , والنسائي: الوصايا ٣٦٤٤ ,٣٦٤٦ ,٣٦٤٧ , وأحمد ٢/٣٣٣ , والدارمي: الرقاق ٢٧٣٢.