للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [سورة الأعراف آية: ١٣٨] ، لتركبن سنن من كان قبلكم" ١.

فهؤلاء خفي عليهم أن الذي طلبوه بقولهم: اجعل لنا ذات أنواط، أنه من التأله لغير الله، ومن الشرك الذي حرمه الله ; وكذلك قول بني إسرائيل {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً} [سورة الأعراف آية: ١٣٨] ، خفي عليهم قبح ما طلبوه، وأنه من الشرك الذي ينهى عنه موسى عليه السلام ; فإذا كان قد خفي على المذكورين، فلا يستبعد خفاؤه على من دونهم.

ويقال أيضا لمن يحتج بأكثر الناس، وأن الحق ما هم عليه خاصة: إذا كان المحتج ممن ينتسب إلى مذهب الإمام أحمد ; والحنابلة أكثر الناس في هذه الأزمان، مخالفون لما عليه الإمام أحمد وأصحابه، في كثير من صفات الرب سبحانه، منها: صفة علو الرب سبحانه فوق سماواته، واستوائه على عرشه، فأكثر الناس اليوم لا يثبتون هذه الصفة، ويبدعون من أثبتها ويضللونهم، وبعضهم يكفرهم، ويخصون الحنابلة بذلك،

لأن مذهب الإمام أحمد وأصحابه: إثبات صفة علو الرب، واستوائه على عرشه حقيقة، من غير تكييف ولا تمثيل، وعلى ذلك سائر أئمة الإسلام، وكلامهم معروف في تضليل من لم يثبت هذه الصفة، وأكثرهم صرح بكفرهم.

ومن ذلك: مسألة كلام الرب سبحانه، أكثر الناس اليوم يقولون: كلامه سبحانه هو المعنى النفسي، وأن حروف القرآن


١ الترمذي: الفتن ٢١٨٠ , وأحمد ٥/٢١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>