للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مخلوقة; ومذهب أحمد وأصحابه وسائر الأئمة: أن القرآن كلام الله حروفه ومعانيه، وليس شيء منه مخلوقا، ويضللون من قال بخلق الحروف؛ وخلاف الحنابلة مع هؤلاء معروف، ذكرنا هاتين المسألتين على سبيل المثال، وإلا فكثير الناس اليوم على خلاف ما عليه السلف في أكثر الصفات.

وكذلك في الإيمان، فجمهور الناس في هذه الأزمان، يقولون: الإيمان هو التصديق، ويقولون: الأعمال ليست من الإيمان، وإن سميت إيمانا في بعض الأحاديث، فعلى سبيل المجاز ; ومذهب أهل السنة: أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص ; وكثير من السلف كفروا من قال: إن الإيمان هو التصديق فقط.

إذا عرف ذلك، تبين للمحتج بأكثر - إن كان على مذهب الإمام أحمد وأصحابه، وجميع أهل السنة في إثبات الصفات - أن حجته حجة داحضة واهية، وعلم أن أهل الحق هم الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا، وقد روى ابن وضاح، عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قال: "تعلموا العلم تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله؛ فإنه سيأتي من بعدكم زمان ينكر فيه تسعة أعشارهم".

ويشهد لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: " تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة" ١، وقال: " بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء " ٢.


١ أبو داود: السنة ٤٥٩٧ , وأحمد ٤/١٠٢ , والدارمي: السير ٢٥١٨.
٢ مسلم: الإيمان ١٤٥ , وابن ماجه: الفتن ٣٩٨٦ , وأحمد ٢/٣٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>