للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله، أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك " ١.

وهذا العراقي صرح بأنه يجوز نداؤهم، أعني: نداء الأنبياء والصالحين، بل والجمادات، كما هو مشهور عنه ; لكن يسميه توسلا، خالف المشركين في التسمية، لا في الحقيقة، فيدعو الغير ويرجوه في كل مطلوب، على وجه الجاه والتسبب؛ وهذا حقيقة الشرك والتنديد، والمنكر في عرفه هو النهي عن هذا، وعن تكفير أهله.

ولهذا صرح في هذه الرسالة بأنه ينصح عن تكفير هذا الضرب من الناس، ويزعم أن لهم نيات صالحة، ومقاصد صحيحة؛ فظهر أنه رأس من دعا إلى المنكر، وسعى في هدم المعروف، ومحو آثاره ; وأي معروف يبقى مع دعاء غير الله؟! وأي منكر يزجر عنه وينهى، لو كانوا يعلمون؟! قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [سورة الكهف آية: ١٠٣-١٠٤] .

وأصل الإسلام وقاعدته: أن لا يعبد إلا الله، وأن لا يعبد إلا بما شرع; وهذا وأمثاله من أجهل الناس بهذا الأصل، وأضلهم عن هذا السبيل ; بل هم من أعظم الناس صدا عنه وردا له، وعيبًا لأهله، والمخلص الداعي إلى توحيد الله، وإخلاص العبادة له، عندهم خارجي مبتدع، كما صرح به في رسالته الأولى، وزعم أن هذا دين الخوارج، وأن من كفر


١ البخاري: تفسير القرآن ٤٤٧٧ ,٤٧٦١ والأدب ٦٠٠١ والحدود ٦٨١١ والديات ٦٨٦١ والتوحيد ٧٥٢٠ ,٧٥٣٢ , ومسلم: الإيمان ٨٦ , والترمذي: تفسير القرآن ٣١٨٢ ,٣١٨٣ , والنسائي: تحريم الدم ٤٠١٣ ,٤٠١٤ ,٤٠١٥ , وأبو داود: الطلاق ٢٣١٠ , وأحمد ١/٣٨٠ ,١/٤٣١ ,١/٤٣٤ ,١/٤٦٢ ,١/٤٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>