للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما على وجه الجاه والشفاعة، فذلك عندك ليس بشرك ولا كفر. كل هذا ثبت لدينا قبل هذه الرسالة الأخيرة، فلما وقفنا على ما فيها، وتأملنا خافيها وباديها، إذا هي على المذهب الذي حكينا، والطريقة التي عرفنا وروينا؛ بل فيها من الزيادة في الكذب على الله، وكتابه، والكذب على أهل العلم في نقل مذاهبهم، وتحريف كلامهم، ما لا يصدر عمن تصور الإسلام وعرفه، وآمن بالله واليوم الآخر؛

بل لا يصدر عمن له عقل يحسن أن يعيش به. فنعوذ بالله من الجهالة والعمى، والضلال عن سبيل الإيمان والهدى ; ونسبة هذا إلى الإمام أحمد وإلى الشيخين، كنسبة اليهودية والنصرانية إلى إبراهيم، أو إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وخواص أصحابه وأهل ملته.

نزلوا بمكة في قبائل هاشم ونزلت بالبيداء أبعد منْزل

والمؤمن يعرف هذا بمجرد إيمانه، ولا يختص بمعرفته أولوا العلم. وأما تبرئتك نفسك من الحلف بغير الله، فمسألة الحلف لو سلمت لك البراءة منها، دون ما أنت عليه بكثير؛ فإن من استحب دعاء غير الله، وألحد في آياته، وصد عن سبيله، أعظم إثما، وأكبر جرما ممن يحلف بغيره.

وأما ما زعم العراقي من أنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فالمعروف في عرفه هو دعاء الصالحين، ونداؤهم بالحوائج، وهذا عند الله ورسوله، وعند أولي العلم من خلقه، أكبر الكبائر على الإطلاق، كما في حديث ابن مسعود قال: " قلت يا رسول

<<  <  ج: ص:  >  >>