للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ} [سورة يونس آية: ١٠٦] ، وقال تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً} [سورة الإسراء آية: ٥٦] الآية.

والقرآن كله دال على هذا المعنى، مقرر له، وإن اختلفت الطرق والأوجه في بيانه والتنبيه عليه؛ فكيف ينسب جواز دعاء غير الله، وعدم تكفير فاعله إلى القرآن، أو إلى السنة؟! وهل يقول هذا من يعرف ما جاءت به الرسل، ويتصوره، فضلا عمن يؤمن به؟! والمشركون الأولون يعترفون للرسل وأتباعهم أنهم دعاة إلى التوحيد، وإخلاص العبادة والدعاء لله، وإنما نازعوا في تصديقهم وقبول ما جاؤوا به.

وهذا الذي يزعم أنه اطلع على كتاب الله، لم يعرف منه ما عرفه أولئك المشركون ; فالإسلام في هذه الأوقات أغرب منه في أول ظهوره، والدعوة إليه، مع كثرة من يقرأ القرآن، وينسخه ويطبع المصاحف وكتب العلم؛ فسبحان من قلوب العباد بيده، يصرفها بقدرته وحكمته، ويدبرها بعلمه ومشيئته. شعر:

ومن العجائب والعجائب جمة ... قرب الدواء وما إليه وصول

كالعيس في البيداء يقتلها الظما ... والماء فوق ظهورها محمول

وما أحسن ما قال مجاهد، رحمه الله، في قول الله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [سورة الأنفال آية: ٢٤] قال: حتى يتركه لا يعقل.

<<  <  ج: ص:  >  >>