للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يكون به الرجل مسلما، حتى يعبد الله وحده، ويتبرأ مما سواه من الأنداد والآلهة.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس: " آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع: آمركم بالإيمان بالله وحده، أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ شهادة أن لا إله إلا الله " ١. وهذا ظاهر بحمد الله، وإن خفي على خفافيش البصائر، الذين لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق، فهاموا من الجهل والضلال، في كل فج عميق، مع انتسابهم إلى العلوم والدفاتر، وتقدمهم في المجالس والمحاضر.

لا عيب في القوم من طول ومن قصر ... جسم البغال وأحلام العصافير

فصل

[في خلق أفعال العباد وما يريد بها والجواب عن ذلك]

قال العراقي: فعند أهل السنة أفعال العبد مخلوقة لله ; وعند المعتزلة: أن المخلوق خالق لأفعاله، ومع هذا فأهل السنة لا يكفرونهم، انتهى.

قلت: يريد العراقي، أن مسألة الأموات والغائبين، ودعائهم في الحوائج والشدائد، مبنية على هذه المسألة، وأن أهل السنة يثبتون ذلك لمن اعتقد أن الله خالق أفعال العباد، وأن من أنكر دعاء الصالحين ونداءهم، فهو من المعتزلة، لأن إنكاره مبني على اعتقاده أن العبد خالق لأفعال نفسه.

والجواب أن يقال: أما هذه المسألة، أعني: خلق أفعال


١ البخاري: مواقيت الصلاة ٥٢٣ , ومسلم: الإيمان ١٧ , والترمذي: الإيمان ٢٦١١ , والنسائي: الإيمان وشرائعه ٥٠٣١ والأشربة ٥٦٩٢ , وأبو داود: الأشربة ٣٦٩٢ , وأحمد ١/٣٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>