للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العباد، فأهل السنة قائلون بها، لدلالة الكتاب والسنة، والأدلة العقلية والنقلية، قال تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [سورة الصافات آية: ٩٦] ؛ وقد انعقد الإجماع على هذا. ثم حدث قول القدرية النفاة، في أواخر عصر الصحابة، وأول من اشتهر عنه ذلك: غيلان القدري، ومعبد الجهني.

فأما غيلان: فكان في زمن هشام بن عبد الملك، فناظره الأوزاعي إمام أهل الشام في زمانه، وألزمه الحجة، وحكم بكفره؛ وقتله هشام ; ومعبد الجهني: قتله الحجاج بن يوسف ; وأكثر السلف والأئمة يكفرونه بهذه المقالة، كما هو معروف في محله، وقد قال الإمام أحمد: ناظروهم بالعلم، فإد أقروا به خصموا ; وإن أنكروا كفروا.

وقد حكى الإجماع على كفر من أنكر العلم: شمس الدين ابن قيم الجوزية، وناهيك به علما واطلاعا؛ فنسبته عدم التكفير إلى أهل السنة كذب، جره عدم الحياء ; ثم أي حجة في هذا، على أن الأولياء والصالحين يدعون، بما لا يقدر عليه إلا الله؟!

فمسألة خلق الأفعال، لا تلازم بينها وبين دعاء الأولياء والصالحين بوجه ما، وإنما أتي هذا من جهة ظنه، أن من قال: بأن الله يخلق أفعال العباد، يباح له دعاء الصالحين ; ومن قال: إن العبد يخلق أفعال نفسه، يحرم عليه ذلك، هذا ظن الأحمق، لم يفرق بين مذهب المعتزلة، والقدرية، ودين

<<  <  ج: ص:  >  >>