للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد عنه فهو من أشد الناس معصية وجفاء.

وفيه: حماية أصل الدين وقاعدته، بصرف الوجوه إلى الله، وإنابة القلوب إليه واعتمادها عليه; ورعاية هذا الأصل من أهم أصول الشريعة، ومدارك الأحكام; وسؤال المخلوق، وصرف الوجه إليه بالمسألة، والطلب في الأمور الكلية العامة، يعود على هذا الأصل بالهدم والقلع; فمن عرف هذا حق المعرفة، ونظر في أدلته وأصوله، تبين له علم السلف، ودقة نظرهم وحسن سياستهم للناس، بما يصلح دينهم ودنياهم.

وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى، على اتخاذ قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد; وذكر أبو بكر الإمام الأثرم وغيره، من أئمة الحنابلة أن العلة في ذلك، كون الصلاة ونحوها من العبادات عند القبور، وسيلة وذريعة إلى تعظيم أربابها، بما لم يشرع من الغلو، والدعاء وعبادتها مع الله; فكيف والحالة هذه، يقال بجواز طلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أو أن ذلك مجمع عليه، كما زعمه هذا المفتري الجاهل بالله تعالى، ومعرفة حقه وحق رسله؟! فنعوذ بالله من الخذلان.

والعلم يدخل قلب كل موفق ... من غير بواب ولا استئذان

ويرده المحروم من خذلانه ... لاتشقنا اللهم بالخذلان

<<  <  ج: ص:  >  >>