للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدث أوائله ومباديه بعد القرون المفضلة، وأنكرها أهل العلم والإيمان، محافظة منهم على السنة، وحماية لجناب التوحيد، وطاعة لله ورسوله، وسدا لذرائع الشرك ووسائله.

وقد روى الضياء في المختارة، عن الحسن بن الحسن أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فنهاه عن ذلك; قال: ألا أخبركم بحديث سمعته من أبي عن جدي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تتخذوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم "١، وروى أيضا عن علي بن الحسين زين العابدين.

وهذان الإمامان، هما أفضل أهل البيت في زمانهما; وقد روي هذا الحديث عن أبي هريرة، في سنن أبي داود بلفظ: " لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا قبري عيدا " ٢ الحديث.

فانظر هذه السنة المأخوذة عن أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم نسبا ودارا وتأمل ما دلت عليه من الحكم والفوائد; من ذلك نهيه عن اتخاذ قبره عيدا; والعيد: ما يعتاد مجيئه في وقت مخصوص; وتأمل حكمة ذلك ومقصوده، وما فهمه السلف من النهي عن التردد إلى القبر الشريف كلما دخل المسجد.

وفيه: أن الصلاة والسلام يبلغه وإن بعد المسلم; وفيه: أن الذي يجب له صلى الله عليه وسلم من التوقير والتكريم، والصلاة والتسليم مطلوب في كل مكان، وعلى أي حال; وذلك أكمل وأتم ممن يعتاد ذلك عند مجيئه إلى القبر، أو يزيد بالغلو والإطراء فإذا


١ أبو داود: المناسك ٢٠٤٢ , وأحمد ٢/٣٦٧.
٢ أبو داود: المناسك ٢٠٤٢ , وأحمد ٢/٢٨٤ ,٢/٣٣٧ ,٢/٣٦٧ ,٢/٣٧٨ ,٢/٣٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>