للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد فسر قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [سورة غافر آية: ٦٠] الآية بدعاء العبادة، وبدعاء المسألة، والقولان معروفان، والآية تشمل النوعين، قاله شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، وذكر أنهما متلازمان؛ فكل عابد سائل، وكل سائل عابد. وقال رحمه الله: والدعاء والدعوة في القرآن يتناول معنيين، دعاء العبادة، ودعاء المسألة وساق جملة من الآيات.

ثم قال: ولفظ الصلاة في اللغة بمعنى الدعاء، وسميت به لتضمنها معنى الدعاء، دعاء العبادة، والمسألة; ثم قال: فأحد الاسمين يتناول الآخر عند تجرده عنه، ولكن إذا جمع بينهما فيراد بالسائل من يطلب بصيغة السؤال، ويراد بالعابد من يطلب ذلك بامتثال الأمر، وإن لم يكن في ذلك صيغة سؤال، وسمى الذكر دعاء لما فيه من التعريض بالمسألة.

قال: وهذه الصيغة صيغة الطلب والاستدعاء، إذا كانت مما لا يحتاج إليه الطالب، أو ممن يقدر على قهر المطلوب منه ونحو ذلك، فإنها تقال على وجه الأمر، إما لما في ذلك من حاجة الطالب، وإما لما فيه من نفع المطلوب منه؛ وأما إذا كانت من الفقير من كل وجه للغني من كل وجه، فإنها سؤال محض بتذلل وافتقار، انتهى.

قلت: وقد نص على ما ذكره الشيخ من الفرق علماء المعاني، صاحب المفتاح وغيره، وفرقوا في الصيغة الواحدة نظرا للمخاطب، والمخاطب بكسر الطاء، فقالوا: هي من

<<  <  ج: ص:  >  >>