فلله ربي الحمد والشكر والثنا ... على كل ما أولى وأعطاه سيدي
وبعد: فإن الله جل جلاله ... أبان لنا الإسلام حقا لنهتدي
ونشكره لما هدانا إلى الهدى ... وقد صد عنه كل غاو ومعتد
فهبوا عباد الله من نومة الردى ... إلى الفقه في أصل الهدى والتجرد
ولا تشركوا بالله شيئا وجنبوا ... طرائق أهل الغي من كل ملحد
كمن كان يغدو للمقابر زائرا ... ويدعوهم في كل خطب ويجتدي
ويرجون غوثا في الشدائد عندما ... يلم بهم من حادث متجدد
ويرجون منهم قربة وشفاعة ... إلى الله ذي العرش العظيم الممجد
ويطلب منهم كشف كل ملمة ... وفي كل كرب فعل أهل التمرد
ويطلب من أهل المقابر كل ما ... يؤمله من كل خطب ومقصد
وينسون ربا واحدا جل ذكره ... إلها عظيما قادرا ذا تفرد
فيا أيها الراجي سلامة دينه ... عليك بتقوى الله ذي العرش تهتد
وإياه فارغب في الهداية للهدى ... لعلك أن تنجو من النار في غد
وكن باذلا للجد والجهد طالبا ... وسل ربك التثبيت أي موحد
وإن رمت أن تنجو من النار سالما ... وتحظى بجنات وخلد مؤبد
وروح وريحان وأرغد حبرة ... وحور حسان كاليواقيت خرد
فحقق لتوحيد العبادة مخلصا ... بأنواعها لله قصدا وجرد
وأفرده بالتعظيم والخوف والرجا ... وبالحب والرغبى إليه ووحد
وبالنذر والذبح الذي أنت ناسك ... ولا تستغث إلا بربك تهتد
ولا تستعن إلا به وبحوله ... له خاشيا بل خاشعًا في التعبد
ولا تستعن إلا به لا بغيره ... وكن لائذا بالله في كل مقصد