للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال العوفي عن ابن عباس: {فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} [سورة البقرة آية: ٢٦٠] : أوثقهن، فلما أوثقهن ذبحهن، ثم جعل على كل جبل منهن جزءا ; فذكروا: أنه عمد إلى أربعة من الطير فذبحهن، ثم قطعهن، ونتف ريشهن، ومزقهن ; وخلط بعضهن ببعض، ثم جزأهن أجزاء، وجعل على كل جبل منهن جزءا، قيل: أربعة أجبل، وقيل سبعة.

وقال ابن عباس: وأخذ رؤوسهن بيده، ثم أمره الله عز وجل أن يدعوهن، فدعاهن كما أمره الله، فجعل ينظر إلى الريش يطير إلى الريش، والدم إلى الدم، واللحم إلى اللحم، والأجزاء من كل طائر يتصل بعضها إلى بعض، حتى قام كل طائر على حدته. وأتينه يمشين سعيا، ليكون أبلغ له في الرؤية التي سألها، وجعل كل طائر يجيء ليأخذ رأسه الذي في يد إبراهيم عليه السلام، فإذا قدم له غير رأسه يأباه، فإذا قدم إليه رأسه تركب مع بقية جسده، بحول الله وقوته. انتهى.

وأما قوله: إن آية: {الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ} [سورة الأنفال آية: ٦٦] ليست بمنسوخة ; لأن كون الحكم مشروطا بشرط لا يوجد ينافي النسخ، فهو خلاف ما عليه أئمة التفسير، كابن عباس رضي الله عنهما وغيره ; وقول من قال: ليست بمنسوخة من أهل العلم لا ينافي ذلك، إذ هو مبني على خلاف في حد النسخ، لا على الوجه الذي ذكره.

ونظير هذا إنكاره النسخ في قوله: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ

<<  <  ج: ص:  >  >>