وأنا أفعل بهم هذا، لم يكن قسمهم صدقا، بل قد يكون كذبا، وهو ظاهر الكلام المعروف: أنها " أن " المصدرية، ولو كان:{ونقلب} إلى آخره كلاما مبتدأ، لزم أن كل من جاءته آية، قلب فؤاده، وليس كذلك، بل قد يؤمن كثير منهم.
ومنها قوله:{وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ}[سورة يونس آية: ٦٦] ، ظن طائفة أن (ما) نافية، وهو خطأ، بل هي استفهام، فإنهم يدعون معه شركاء، كما أخبر عنهم في غير موضع، فالشركاء يوصفون في القرآن بأنهم يدعون، لا أنهم يتبعون، وإنما يتبع الأئمة. ولهذا قال:{إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ}[سورة الأنعام آية: ١١٦] ، ولو أراد النفي، لقال: إن يتبعون إلا من ليس شركاء، بل بين أن المشرك لا علم معه، إن هو إلا الظن والخرص، كقوله:{قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ}[سورة الذاريات آية: ١٠] .
[حكم ما ذبح لغير الله متقربا إليه]
وقال أيضا شيخ الإسلام، الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله: الأولى: ما ذبح لغير الله متقربا إليه يحرم ; وإن قال فيه: بسم الله، كما يفعله طائفة من منافقي هذه الأمة، يتقربون للكواكب ; وإن كان هؤلاء مرتدين لا تباح ذبيحتهم بحال، لكن يجتمع في الذبيحة مانعان.
ومن هذا ما يفعله الجاهلون بمكة شرفها الله من الذبح للجن، ولهذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه "نهى عن ذبائح الجن"، وأيضا ما رواه أبو داود في سننه عن ابن عباس قال: