والعتو عن أمر ربهم، وقولهم لرسولهم هذا. السادسة عشر: ذكر قولهم: {إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} فلم يذكر إنكارهم الرسل من حيث الجملة. السابعة عشر: ذكر توليه عنهم لما وقع عليهم ما استعجلوا به. الثامنة عشر: ذكره أنه لم يبق من الحرص على دنياهم وعلى آخرتهم ممكنا. التاسعة عشر: ذكر أن العلة في عدم القبول عدم المحبة للناصح، لا عدم البيان.
وأما قصة لوط ١ فنذكر أيضا ما فيها من الزيادة على القصص الثلاث: الأولى: التصريح أن هذا الفعل لم يفعل قبلهم. الثانية: موعظة نبيهم بذلك ; فدل على أنه متقرر عندهم أن أول من ابتدع القبيح ليس كغيره، الثالثة: تعظيم هذه الفاحشة بمخاطبتهم بالاستفهام.
الرابعة: تغليظها بالألف واللام ; فدل على الفرق بينها وبين الزنا لقوله: {إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً} . الخامسة: تنبيههم على مخالفة العقول والشهوات، لقوله:{لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ}[سورة الأعراف آية: ٨١] ، فتتركون موضع الشهوة مع حسنه عقلا ونقلا، وتستبدلون به غير المشتهى مع قبحه عقلا ونقلا.
السادسة: تنبيههم على العلة أنها ليست للشهوة بل للسرف. السابعة: هذا الجواب العجاب تلك النصيحة