للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحق: أن العقول السليمة تعرف اعوجاجه بالفطرة; ومع هذا أنزل الله السلطان من السماء، بتحقيق هذا والإلزام به، وتبطيل ذلك، وتغليظ الوعيد عليه.

الثالثة والعشرون: المسألة الكبيرة العظيمة، التي لو تجعلها نصب عينيك ليلا ونهارا، لم يكن كثيرا، وأيضا تبين لك كثيرا من المسائل التي أشكلت على الناس، وهي: أن الله بين لنا بيانا واضحا، أن الأكثر والجمهور الذين يضيقون الديار، ويغلون الأسعار، من أهل الكتاب والأميين، لا يعلمون هذه المسألة، مع إيضاحها بالعقل والنقل والفطرة، والآيات النفسية والأفقية.

الرابعة والعشرون: أنه ينبغي للعالم إذا سأله العامي عما لا يحتاج إليه، أو سأله عما غيره أهم منه، أن يفتح له بابا إلى المهم.

الخامسة والعشرون: أنك لا تحقر عن التعليم من تظنه أبعد الناس عنه، ولا تستبعد فضل الله، فإن الرجلين من خدام الملوك الكفرة، بخلاف من يقول: ليس هذا بأهل للعلم; تعليمه إضاعة للعلم.

وقال رحمه الله، على قوله حكاية عن يوسف: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ} [سورة يوسف آية: ٣٩] الآية، دعاهم يوسف عليه السلام إلى التوحيد بأنواع من الأدلة.

أحدها: أنه ذكر أن هذا العلم الذي تميز به عليهما وعلى غيرهما أنه من تعليم ربه إياه، فالذي يعطي ويمنع، هو الذي يستحق العبادة.

الثاني: أنه حكيم يضع العطاء مواضعه،

<<  <  ج: ص:  >  >>