أي: حكمه على السارق غير ذلك، ولكن الله دبر ما جرى نصرة ليوسف؛ لأنهم ظلموه، فكاد له كما كادوا أباهم.
التاسعة: قوله: {إِلاّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}[سورة يوسف آية: ٧٦] أي: ما جرى على ألسنتهم من ذلك القول الذي حكموا به على أنفسهم، فأخذه بفتياهم، وذلك من مشيئة الله.
العاشرة: كونه سبحانه فاوت بين عباده تفاوتا عظيما، حتى الأنبياء، ورفع بعضهم فوق بعضهم درجات.
الحادية عشر: التنبيه على أن ذلك لا يكون إلا بمشيئة الله.
الثانية عشر: أن رفع الدرجات الذي ينافس فيه، هو رفعها بالعلم.
الثالثة عشر: أنه ذكر أن كل عالم فوقه أعلم منه، حتى ينتهي العلم إلى الله سبحانه.
{قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ}[سورة يوسف آية: ٧٧] إلى قوله: {تَصِفُونَ} : فيه مسائل:
الأولى: إبطال قياس التشبيه.
الثانية: أن تعيير غيرك بذنب قد فعلت أكبر منه غير صواب، كما في قوله:{يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ}[سورة البقرة آية: ٢١٧] الآية.
الثالثة: كون المظلوم المرمى بشيء خفي، يتعزى بعلم الله تعالى.
{قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ}[سورة يوسف آية: ٧٨] إلى قوله: {إِنَّا إِذاً لَظَالِمُونَ}[سورة يوسف آية: ٧٩] .