الثامنة: جوابه لهم عليه السلام، وهو يدل على أن الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر، بل هي ممدوحة، كما ذكر عن أيوب.
التاسعة: إخبار الرجل بنيتة الصالحة، إذا احتاج أو انتفع السامع، ولا محذور في ذلك.
العاشرة: قوله: {وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [سورة يوسف آية: ٨٦] كيف صار هذا جوابا لهم.
الحادية عشر: قيل معناه: أعلم من صفات الله ورحمته ولطفه ما لا تعلمون; وقيل: إن يوسف لم يمت.
الثانية عشر: أن هذا في مثل هذا المقام ليس من الفخر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا سيد ولد آدم ولا فخر" ١.
{يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ} [سورة يوسف آية: ٨٧] الآية.
فيه مسائل:
الأولى: أمره لهم بالتحسس عن يوسف، مع استبعادهم ذلك; والتحسس: البحث والطلب.
الثانية: نهيهم عن اليأس من روح الله.
الثالثة: وهي العظيمة، أنه قد يقع اليأس من روح الله في مثل هذه القضية.
الرابعة: إخباره بقدر هذا الذنب، بأنه لا يصدر من مسلم، بل لا يكون إلا من كافر. وروح الله: رحمة الله.
{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ} [سورة يوسف آية: ٨٨] إلى قوله: {وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} سورة يوسف آية: ٩٣] .
فيه مسائل:
الأولى: قولهم {مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ} أن الإخبار بالحال من غير شكوى لا يذم.
الثانية: ما ابتلى الله به أهل هذا البيت من الجوع المضر، وهم أكرم أهل الأرض
١ ابن ماجه: الزهد (٤٣٠٨) .