الثانية والعشرون: إقراره لله بكونه وليه في الدنيا والآخرة.
الثالثة والعشرون: توسله بذلك كله إلى هذه الحاجة، وهي: وفاته على الإسلام وإلحاقه بالصالحين.
قوله:{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ}[سورة يوسف آية: ١٠٢] إلى قوله: {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}[سورة يوسف آية: ١٠٧] .
فيه مسائل:
الأولى: تنبيه الله على آية الرسالة، بأن هذه القضية غيب لا يتوصل إليه الرسول إلا بالوحي، لكونه لا يقرأ ولا يخط، ولا أخذ عن عالم.
الثانية: تقريره هذه الحجة، بقوله:{وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ} لأن هذا لا سبيل إلى العلم به إلا بالوحي، أو بحضوره.
الثالثة: أن مكرهم خفي، لو حضرهم أحد لخفي عليه.
الرابعة: ذكره سبحانه حقيقة الحال، أن الأكثر لا يقبلون الحق، ولو تبين لهم بالأدلة.
الخامسة: ذكر حرصه صلى الله عليه وسلم على إيمان الناس.
السادسة: أنه لا مانع مع هذا البيان، مثل سؤال الأجر.
السابعة: أنه ذكر لهم مع شدة كراهتهم له، كما كره الإخوة ارتفاع يوسف.
الثامنة: أن الذي أتاهم من الآيات ليست هذه وحدها، بل كم وكم من آية من الآيات السماوية والأرضية يمرون عليها ويعرضون عن الانتفاع بها، وليس في هذا قصور في البيان، فإنه مشاهد، بل القلوب غير قابلة.