المسألة العظيمة، وهي: إخباره تبارك وتعالى أن أكثر هذا الخلق لو آمن أفسد إيمانه بالشرك، فهذه فساد القوة العملية؛ والتي قبلها فساد القوة العلمية.
العاشرة: التنبيه على الاحتراز من اجتماع الإيمان مع الشرك المفسد له، خصوصا لما ذكر أن هذا حال الجمهور.
الحادية عشر: احتقارهم هذا العصيان العظيم، كيف أمنوا عقوبة الدنيا؟ ! وهو يدل على جهالة من أمن ذلك.
الثانية عشر: كيف أمنوا أن تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون؟ !.
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}[سورة يوسف آية: ١٠٨] إلى قوله: {أَفَلا تَعْقِلُونَ}[سورة يوسف آية: ١٠٩] .
فيه مسائل:
الأولى: أمره سبحانه نبيه بإخبار الناس بدينه مجملا.
الثانية: أن هذا أيضا سبيل من اتبعه.
الثالثة: أن ذلك هو الدعوة إلى الله وحده لا شريك له.
الرابعة: أن ذلك هو الدعوة إلى الله على بصيرة، خلافا لمن اتبع الحق ودعا إلى الله على غير بصيرة.
الخامسة: أن دينه الذي أنكره الأكثر، هو تنْزيه الله من السوء، والإنكار في ذلك.
السادسة: أن الذي حملهم على إنكاره كونه غريبا مخالفا لما عليه السواد الأعظم، وذلك لا يوجب رده، لأن اتباع الحق إذا ظهر هو الحق، وإذا ظهر الباطل لم يزينه فعل الأكثر له، مثل الربا والكذب والخيانة.