للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عندهم والأخذ بقول أحد سواهم، إلا من أمروه وفوضوه.

وأيضا يلزمكم طاعة أمرائكم في جميع أمورهم، إلا أمر يخالف المشروع؛ كذلك والإنسان الذي يريد أن ينتقل من هجرته إلى هجرة ثانية، مقصوده لما أنه أمر أن يتقيد بأمر الشرع ولا يزيد عليه، فمن استلقاه في بلده فقد عصى ولاته وتعرض للأدب.

وأما أنا فلا عندي قليل ولا كثير، سوى إقامة أمر هذه الشريعة، وامتثال أمر العلماء؛ فمن كان قصده دين الله فليسأل أهل العلم، وما قالوه فليعمل به، ويعرض جميع أحواله في أمور دينه ودنياه، وجميع ما جاء مني من الأوامر والنواهي عليهم، فما أجازوه وأمروا به فيعمل به، وما نهوا عنه فيتركه.

فمن كان قصده الدين وراحة المسلمين فيمتثل ذلك، ولا أدين الله بغيره، وهو منا ونحن منه؛ ومن كان قصده: درق الدنيا بالدين، ليقضي مقاصده باسم الدين، فهذا مستعينين بالله عليه، ولا يأمن العتب، أو يغره سكوتنا السابق، لأننا بالسابق سكتنا مقصودنا أن الناس قريبو عهد بجهل، ونبغي لعلهم يسترشدون.

فلما رأينا الأمر اتباع للهوى، والجهل يتزايد، عزمنا أن نقوم، ولا تأخذنا في الله لومة لائم. فمن كان قصده الحق، فليأخذ الأمر من أهله الذين هم علماء المسلمين; ومن كان قصده ضد ذلك، فلا يلومن إلا نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>