للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحضون على الهجرة فيها، ويكلفون الذي ما يهاجر فيها تكليفات زائدة، فلما هاجروا، وأقيم أمر الله، وهم يدعون أنه ما بغضتهم للبادية إلا حكم الطاغوت وعدم تنفيذ أمر الله، فلما نفذ أمر الله أرادوا أن يفروا عنه، فهذا أمر عجيب! وصاحبه لا خاف الله، ولا استحى من الخلق.

فالآن أحببت أن أبين لكم النصيحة قبل في امتثال أمر الله، وأبين لكم حقيقة ما نحن قائمون فيه على بعض إخواننا، نرجو أن الله يمن علينا وعليهم بالهداية، ثم بعد ذلك آمركم وأنهاكم.

أما الذي آمركم به: فهي تقوى الله وطاعته، ثم سؤال أهل العلم، وامتثال ما أمروكم به وعدم مخالفتهم، لا بالقول ولا بالفعل، وكف الأذى عن جميع المسلمين، وعدم الاعتداء، ولزوم الجماعة، وعدم التنقل من بلد إلى أخرى على غير دليل.

فمن انتقل من هجرته بغير دليل شرعي، ولا معه مكتوب من العالم الذي عنده فهو عاص للولاية، ومن عصى الولاية فقد عصى الله ورسوله، ونحن ملزمون بأدبه، إلا إنسان قد رأى معصية فيرفع الأمر للأمير والعالم الذي عنده، فإن نفذوا ذلك فالحمد لله وهو الظن بهم إن شاء الله، فإن لم ينفذوه فيرفع الأمر إلينا، وتبرأ ذمته.

وأما الذي أنهاكم عنه: فكثرة القال والقيل في غير ما يرضي الله، ومخالفة علمائكم، وعدم سؤالهم والحضور

<<  <  ج: ص:  >  >>