للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين؟ فصار: أنه ما اقتدى بهم، ما اقتدى إلا بجهالة الذين يفتونه بغير علم، أو بغير ما أنْزل الله، فكان كما قال الله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [سورة الجاثية آية: ٢٣] .

والثاني. حط المسلمين وأمراءهم وعلماءهم من جملة الناس الذين لا يقتدى بهم ولا يؤخذ عنهم، ويتجنبون، ويقتدى بالجهال بدلا عنهم، لأن الناس الذي نقدنا عليهم ما نقدنا عليهم إلا بأمرين: كلامهم في الولاية، وعدم سؤالهم وامتثالهم للعلماء، وجعلهم مداهنين.

فلا علمنا لهذا المغرور مسلكا، إذا كانت الولاية يقدح فيها، والعلماء كذلك، فأين الولاية التي يلتجأ بالله ثم بها؟ وأين العلماء الذين يقتدى بالله ثم بهم ويسألون؟ فلا نعلم في الدنيا أحد قاطبة غير ولاية المسلمين وعلمائهم؛ فهذا من عدم الفرق، واستخفاف أمر الله عند أغلب الناس، ولكن كما قيل:

إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

فإن كان عالم بذلك ويدعو الناس إلى عبادة نفسه فهذا أعظم؛ وإن كان أنه جاهل ولا يدري فهذا أعظم.

ثم بعد ذلك بلغني خبر أن أناسا لما أنه أقيم أمر الله، وامتثل الناس أمر الله ثم أمر علمائهم، كان بعض الناس يريدون الانتقال من بلدهم المقوم فيها الأمر إلى بلد أخرى، فهذا بعد مصيبة ثانية; فكيف أنهم يهاجرون إلى البلدان

<<  <  ج: ص:  >  >>