للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحث في النصح للمسلمين، وجبرونا على تنفيذ الأمر.

فأمرنا بعض أمرائنا أن يفطنوا لمن كان به شدة ومخالفة لعلماء المسلمين أن ينصحوه غاية النصح، فمن كان قصده الدين وطاعة رب العالمين، فليرجع عما فات ويتوب، ويبين خطأه وتوبته؛ ومن كان قصده اتباع هواه وليس له مبالاة، لا بدين الله، ولا بعلماء المسلمين، ولا بولاتهم فيجلبون إلينا؛ فإن كان به خير فليتعلم عند علماء المسلمين، ولعل الله ينفعه، فإن كال بضد ذلك، فهو من فضل الله في أعز وطن من أوطان المسلمين.

ونحن مقتدون بقوله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قالوا: يا رسول الله ننصره مظلوما، فكيف إذا كان ظالما؟ قال تمنعه وتحجزه عن الظلم ١ أو كما قال.

فأي ظلم على الإنسان أعظم من القول على الله وعلى رسوله بغير علم؟ وأي ظلم أعظم من فرقة المسلمين وشحناهم؟ وأي ظلم أعظم من الكلام في ولاية المسلمين وعلمائهم؟ فهذا كله واقع، ولا أخذنا ذلك من سفهاء الناس ولا من ذوي الأغراض، إنما أخذناه من الثقات وأهل العلم وأهل النصح للإسلام والمسلمين.

وبعد ذلك بلغنا خبر أن أحدهم يتكلم يقول: هؤلاء إخواننا الذين يعلموننا ويحضوننا على الجهاد ومحاربة الكفار، قام الناس يتكلمون فيهم ويروعونهم عن أوطانهم. فلا عرفت معنى كلام الجاهل; الأول: أن هذا قدح في علماء


١ البخاري: المظالم والغصب ٢٤٤٤ , والترمذي: الفتن ٢٢٥٥ , وأحمد ٣/٩٩ ,٣/٢٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>