للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفريق عرف أن الله ربه، والإسلام دينه، ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيه ورسوله، لكنهم لم يعرفوا ما هو الواجب عليهم، في كونهم عرفوا الله، وما حق ذلك، ولا عرفوا الإسلام وحقيقته، ولا عرفوا ما أرسل به محمد صلى الله عليه وسلم وجاهد عليه.

وآخرون اتخذوا أديانهم أهواءهم، واتبعوا كل ناعق، فمنهم الملحد- والعياذ بالله- ومنهم المتبع لهواه، ومبتدع للطرق والمضال التي نهانا الله ورسوله عنها.

ومنهم من لم يعرف طريق الحق من الضلال، وتمسك بقوله إنه مسلم; ولم يفرق بين حق وباطل. ومنهم من أحدث له الشيطان من الخيالات والمفاسد ما أضله به، وادعى أنها الحياة الجديدة، وأنها الحرية، وأنها المدنية، وعملها بنفسه، وجد واجتهد في الدعوة إليها، والإنكار على من خالفها، ويقول: ينبغي أن نتقدم قدام، ولا نرجع وراء، ومعناه في التقدم هو التمدن والحرية، والتأخر هو اتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومذهب السلف الصالح، والتعصب فيه.

فبهذه الحال وجبت علي النصيحة أولا لكافة المسلمين، وثانيا لمن ولانا الله سبحانه وتعالى أمره؛ فصار من الواجب علينا أن ننصح أنفسنا، وننصح جميع المسلمين، بأن نرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ونعتصم بحبل الله جميعا، ولا نتفرق، فيأخذنا الشيطان إلى طرق الضلال.

<<  <  ج: ص:  >  >>