للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحقيقة الشكر: تقوى الله تعالى، بفعل ما أمر، وترك ما عنه نهى وزجر; وأصل ذلك وأعظمه، وأفرضه وألزمه، هو: توحيد الله علما وعملا وتعليما، وحثا وتحريضا وإرشادا، وهو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة، الذي دلت عليه كلمة الإخلاص: لا إله إلا الله، مطابقة.

وإثبات ما أثبته لنفسه تعالى في كتابه، وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في السنة، من صفات الكمال، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل؛ وهذا دلت عليه كلمة الإخلاص بالتضمن.

فإن التوحيد هو الأصل الأصيل الذي لا يصح بدونه قول ولا عمل، وما ضل من ضل، ووقع في الشرك من وقع وزل إلا بالجهل بذلك، والتغافل عما هنالك.

ومن لوازم التوحيد: الحب في الله، والبغض في الله، والموالاة في الله، والمعاداة في الله؛ وهذه أمور قد طوي بساطها، وانحل نظامها ورباطها؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوثق عرى الإيمان: الحب في الله، والبغض في الله، والموالاة في الله، والمعاداة في الله. وفي الحديت الآخر: وهل الدين إلا الحب والبغض. وفي الأثر الإلهي: هل واليت لي وليا؟ أو عاديت لي عدوا؟.

وقد وقع من التهاون بهذا الشأن، وعدم الغيرةعند

<<  <  ج: ص:  >  >>