للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انتهاك محارم الله، ما يخشى بسببه أن يغضب الرب لدينه، ويغار لشرعه وحرماته، فيحل بنا من نقماته، ويوقع بنا من سطواته، ما لا قبل لنا به.

فإن إضاعة أمر الله، والوقوع في حرماته، هو سبب تغيير الله النعم على أهلها، قال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [سورة الأنفال آية: ٥٣] .

وفي بعض الآثار الإلهية عن الرب تبارك وتعالى، أنه قال: وعزتي وجلالي، لا يكون عبد من عبيدي على ما أحب، ثم ينتقل عنه إلى ما أكره، إلا انتقلت له مما يحب إلى ما يكره. ولا يكون عبد من عبيدي على ما أكره فينتقل عنه إلى ما أحب، إلا انتقلت له مما يكره إلى ما يحب.

وقال تعالى خطابا للصحابة رضي الله عنهم:: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [سورة محمد آية: ٣٨] .

وبالجملة: فنحذركم وأنفسنا، عقاب الله وسطوته؛ فإن أخذه لمن ضيع أمره ثقيل، وعذابه الدنيوي والأخروي لمن عصاه وبيل؛ فإن الخلق أهون شيء على الله، إذا أضاعوا أمره.

وروى الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه، قال: لما فتحت قبرص، فرق بين أهلها، فبكى

<<  <  ج: ص:  >  >>