للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضهم إلى بعض، فرأيت أبا الدرداء جالسا وحده يبكي، فقلت: يا أبا الدرداء، ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ فقال: ويحك يا جبير! ما أهون الخلق على الله إذا أضاعوا أمره، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة، لهم الملك، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى.

وقد فصل الله في كتابه مما أوقع لمن ضيع أمره، ما فيه عبرة لأولي الاعتبار، وتبصرة لذوي الأبصار.

ومن الأمور المهمة: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ; بل لا قوام للدين إلا بذلك، وقد قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الآيات سورة [آل عمران آية: ١٠٤] .

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ١ رواه مسلم في صحيحه. والآيات والأحاديث في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كثيرة.

ففي هذه الآية الكريمة من الفوائد: وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنه لا يكفي في ذلك الأفراد; بل لا بد من عدد يحصل بهم المقصود، وتوجد منهم الكفاية.


١ مسلم: الإيمان ٤٩ , والترمذي: الفتن ٢١٧٢ , والنسائي: الإيمان وشرائعه ٥٠٠٨ ,٥٠٠٩ , وأبو داود: الصلاة ١١٤٠ والملاحم ٤٣٤٠ , وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها ١٢٧٥ والفتن ٤٠١٣ , وأحمد ٣/١٠ ,٣/٢٠ ,٣/٤٩ ,٣/٥٢ ,٣/٥٤ ,٣/٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>