للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشتى أسباب الصد عن ذكر الله وعن الصلاة، من أجناس الملاهي وصنوف المسكرات حتى ثقل على القلوب سماع القرآن، وحصل التهاون بوعيده، وعدم الاهتمام بزواجره وتهديده، ولا سيما بعدما تصرمت أيام القرون المفضلة؛ فإنه قد اشتد الخطب، وانفتح باب الشر على مصراعيه، ولم يزل في مزيد.

وإن كان ربنا تبارك وتعالى قد منّ ببقاء أصل هذا النور، وتأييد هذا الحق، بما أجراه على أيدي علماء الصدق، ورثة الرسل، من تجديد هذا الدين، وإقامة حجج الله على عباده؛ ومع ذلك فالأمر على ما وصفته، من تأثير مساعي إبليس وجنوده على الأكثر، حتى اشتدت الكربة، وصار الدين في غاية من الغربة.

ولا سيما أزماننا هذه، التي صار فيها عند الأكثر المعروف منكرا، والمنكر معروفا، والسنة بدعة، والبدعة سنة، ربا على ذلك الصغير، وهرم عليه الكبير؛ وطغى طوفان المادة، وأخفى غبار الشهوات والشبهات وضوح الجادة، وفشا الجهل.

وتكلم في الأمور الدينية من ليس لها بأهل، حتى صرّح من صرّح من جهلتهم، فيما يكتبونه وينشرونه، بمزيد الحث والتحريض على ما هو من أعظم ما يهدم الإسلام، وينسي أصوله العظام، وأصبحت القلوب إن لم تمت في غاية من أنواع الأمراض، مرض الجهل، ومرض الشهوة، ومرض

<<  <  ج: ص:  >  >>