للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الضحى آية: ١١] .

وقال تعالى: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} [سورة إبراهيم آية: ٥] .

وأعظم نعمة أنعم الله بها على عباده: بعثة عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق، وهما العلم النافع، والعمل الصالح; وأصل ذلك وأساسه: عبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادة ما سواه.

فأشرقت ببعثته قلوب من استجابوا له بعد ظلامها، وخشعت ولانت بعد قسوتها، ونالوا بذلك من القوة بعد الضعف، والعز بعد الذل، والعلم بعد الجهل، ما فتحوا به البلاد وقلوب العباد؛ وعلت بذلك كلمة الله، وصارت كلمة الكفر إلى السفال والفشل والإذلال، وعزل سلطان الجاهلية والإشراك؛ فلله الحمد على ذلك.

إلا أن إبليس - أعاذنا الله منه - لشدة عداوته لبني الإنسان، وعظيم تغلغله بالكفر والطغيان، ومزيد جدِّه في الصدف عن طاعة الرحمن، وإن كان قد صدر منه ما صدر من اليأس، لم يدع الجد في إطفاء هذا النور، والتنفير عن الحق، والترغيب في أنواع الكفر والإلحاد والفجور، والدعوة إلى البدع، والإكثار من الأزّ إلى المعاصي والشرور، وبث الشبه والشهوات وألوان المغريات، على أيدي حزبه ومن استجابوا له من شياطين الإنس، ومن أنواع الخدع بزينة الدنيا وزخاريفها الفتانة، وضروب الشهوات.

<<  <  ج: ص:  >  >>