للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا نبي الله، إنهما والله ماتتا، أو كادتا أن تموتا.

قال: ادعهما، فجاءتا; فقال: فجيء بقدح أو عس، فقال لإحداهما: قيئي، فقاءت قيحا ودما وصديدا ولحما، حتى ملأت نصف القدح. ثم قال للأخرى: قيئي، فقاءت من قيح وصديد ولحم عبيط، حتى ملأت نصف القدح. ثم قال: إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى، فجعلتا تأكلان لحوم الناس ١.

ومن واجبات الدين، وأحد أركان الإسلام: حج بيت الله الحرام على المستطيع، قال الله تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [سورة آل عمران آية: ٩٧] .

وقال أبو هريرة رضي الله عنه: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال: يا أيها الناس، إن الله قد فرض عليكم الحج، فحجوا ٢ الحديث.

وعلى الحاج: أن يجتنب في حجه الرفث والفسوق والمراء، وأن لا يقصد بحجه رياء ولا سمعة، وأن يطيب نفقته في الحج، وأن لا تكون من كسب حرام؛ فبذلك يتم بر حجه، ويتحقق له الثواب الجزيل وهو الجنة، كما في الحديث: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ٣.

وهنا أمر ينبغي التفطن له، وهو: أن كثيرا ممن يحج لا يهتم من هذه الفريضة، فلا يتعلم أحكامها، ولا يسأل أهل


١ أحمد ٥/٤٣١.
٢ مسلم: الحج ١٣٣٧ , والنسائي: مناسك الحج ٢٦١٩ , وأحمد ٢/٥٠٨.
٣ البخاري: الحج ١٧٧٣ , ومسلم: الحج ١٣٤٩ , والترمذي: الحج ٩٣٣ , والنسائي: مناسك الحج ٢٦٢٢ ,٢٦٢٩ , وابن ماجه: المناسك ٢٨٨٨ , وأحمد ٢/٢٤٦ ,٢/٤٦١ ,٢/٤٦٢ , ومالك: الحج ٧٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>