للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يدعا للمؤمن صديقا.

ومما يتعين التنبيه عليه: ملاحظة هؤلاء الشبيبة، لا سيما من الآباء والأولياء، بأن يعتنوا بأبنائهم، ويربوهم على حب الله تعالى وطاعته، وعلى الفضائل والآداب الإسلامية السامية، فإنهم أمانة الله في أعناقكم.

وقد منحكم الله إياهم، وأكرمكم بهم، وأمركم بحفظهم وصيانتهم، وأن لا تتركوهم وشأنهم، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فإن الله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [سورة الأنفال آية: ٢٧] .

فالأولاد أمانة تحت أيديكم، وهم منكم ولكم، فإذا نشؤوا نشأة صالحة، وربوا على الفضائل الإسلامية والآداب الدينية، وعلى البر والوفاء، والعلم النافع، كان خيرهم لكم، وصلاحهم لصلاحكم.

ومتى نشأ الولد على الإهمال والانحلال، وعدم التقيد بقيود الإسلام، وتجرد من أخلاقه ودينه، فرط الأمر من أيديكم، وانصب بلاؤه عليكم، وخرج عن طاعتكم، فموته حينئذ خير من حياته.

وقد أمركم الله بحفظهم وحمايتهم عن وقوعهم في المهالك، قال الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [سورة التحريم آية:

<<  <  ج: ص:  >  >>