للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا ظهر في قوم القتال، يقتل بعضهم بعضا، إلا سلط الله عليهم عدوهم. ولا ظهر في قوم عمل قوم لوط، إلا ظهر فيهم الخسف. وما ترك قوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا لم ترفع أعمالهم، ولم يسمع دعاؤهم.

وروى الإمام أحمد، عن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من قوم يظهر فيهم الربا، إلا أخذوا بالسنين، وما من قوم يظهر فيهم الرشا، إلا أخذوا بالرعب ١ والسنة: العام القحط.

عباد الله إنه ليس في الدنيا شر إلا سببه الذنوب والمعاصي، فما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده، ومسخ ظاهره وباطنه، فجعلت صورته أقبح صورة وأشنعها، وباطنه أقبح من صورته وأشنع، وبدل بالقرب بعدا، وبالرحمة لعنة، وبالجمال قبحا، وبالجنة نارا تلظى؟

وبالإيمان كفرا، وبموالاة الولي الحميد، أعظم عداوة ومشاقة، وبزجل التسبيح والتقديس والتهليل، بزجل الكفر والشرك، والكذب والزور والغش، وبلباس الإيمان، لباس الكفر والعصيان والفسوق؟ فهان على الله غاية الهوان، وسقط من رحمته غاية السقوط، وحل عليه غضب الرب تعالى، فمقته أكبر المقت وأرداه.

وما الذي أغرق أهل الأرض، حتى علا الماء فوق


١ أحمد ٤/٢٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>