للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا. ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلا أخذوا بالسنين، وشدة المؤونة، وجور السلطان عليهم. ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا. ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم; وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله تعالى، ويتخيروا مما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم ١ ورواه الحاكم من حديث ابن بريدة بنحوه.

ورواه مالك بنحوه، موقوفا على ابن عباس رضي الله عنهما، بلفظ: ما ظهر الغلول في قوم، إلا ألقى الله في قلوبهم الرعب. ولا فشا الزنى في قوم، إلا كثر فيهم الموت. ولا نقص قوم المكيال والميزان، إلا قطع الله عنهم الرزق. ولا حكم قوم بغير حق، إلا فشا فيهم الدم. ولا خفر قوم بالعهد، إلا سلط الله عليهم العدو ٢.

ورفعه الطبراني إلى النبي صلى الله عليه وسلم في معجمه، من حديث سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما طفف قوم كيلا، ولا بخسوا ميزانا، إلا منعهم الله القطر. وما ظهر في قوم الزنى، إلا ظهر فيهم الموت. وما ظهر في قوم الربا، إلا سلط الله عليهم الجنون.


١ ابن ماجه: الفتن ٤٠١٩.
٢ مالك: الجهاد ٩٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>