للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعبد الصالح، بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله ١.

ومن أعظم المنكرات، وأشدها ضررا: فشوّ الأغاني من "الراديوات"واستيلاؤها على ألسنةٍ كثيرًا، وشغف قلوبهم بها، فاستبدل كثير من الناس عمارة بيوتهم بأنواع الأذكار، وتلاوة القرآن، آناء الليل وآناء النهار، بأغاني أم كلثوم، وفلان وفلان، من مشاهير المغنين الفجار، بئس للظالمين بدلا; فيا لله ما أخسر صفقة أصحاب، هذا الاستبدال! وما أسوأ وأقبح هذا التحول والانتقال؟!

ومن أكبر الكبائر، وأعظم المنكرات، بل هو من جملة المكفرات: ترك الصلاة؛ فإنها قرينة التوحيد، في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهي آخر ما يفقد من الدين، كما قال صلى الله عليه وسلم: أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة.

قال الإمام أحمد رحمه الله: كل شيء ذهب آخره، لم يبق منه شيء; وهي: عمود الدين، كما تقدم في حديث معاذ; وهي: أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة، كما قال صلى الله عليه وسلم: أول ما يحاسب عنه العبد من عمله الصلاة ٢.

وتركها تهاونا وكسلا، مبيح للدم، بعد أن يدعى تاركها إلى فعلها، ويستتاب ثلاثا؛ فإن تاب ورجع إلى فعلها فذاك، وإلا تحتم قتله حدا عند قوم، وردة عند آخرين، وهو


١ البخاري: الصلاة ٤٣٤ , ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة ٥٢٨ , والنسائي: المساجد ٧٠٤ , وأحمد ٦/٥١.
٢ الترمذي: الصلاة ٤١٣ , والنسائي: الصلاة ٤٦٥ , وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها ١٤٢٥ ,١٤٢٦ , وأحمد ٢/٤٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>