للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حصل به من إعلاء كلمة الإسلام، وخذلان أهل الشرك والطغيان والآثام، وهدم ما أحدثه أهل الضلال، من القباب، والمقامات، والبنايات التي على القبور، هو من أكبر النعم عليكم، وعلى المسلمين.

وقد علم من عرف ما بعث الله به رسوله من الدين، وما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الواردة عنه أن البنايات على القبور، وإسراجها، واتخاذها مساجد، من أعظم البدع والمحدثات; وأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، وبالغ في النهي عنه، حتى لعن من فعله.

والأحاديث في ذلك لا تخفى على مثلك، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك ١.

وقوله صلى الله عليه وسلم: لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ٢ تحذيرا لأمته أن يفعلوا ذلك، فيستحقوا اللعنة من الله، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه قالت: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج ٣.

وإنما نهى صلى الله عليه وسلم عن هذه الأمور، وغلظ في النهي عنها، لأنها ذريعة إلى عبادة القبور، والشرك بأربابها، وهذا هو المحذور الأكبر؛ وقد وقع الشرك وعبادة القبور، لما فعلت الأمة ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم من البنايات على القبور،


١ مسلم: المساجد ومواضع الصلاة ٥٣٢.
٢ البخاري: الصلاة ٤٣٦ , ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة ٥٣١ , والنسائي: المساجد ٧٠٣ , وأحمد ١/٢١٨ ,٦/٣٤ ,٦/٨٠ ,٦/١٢١ , والدارمي: الصلاة ١٤٠٣.
٣ الترمذي: الصلاة ٣٢٠ , والنسائي: الجنائز ٢٠٤٣ , وأبو داود: الجنائز ٣٢٣٦ , وابن ماجه: ما جاء في الجنائز ١٥٧٥ , وأحمد ١/٢٢٩ ,١/٢٨٧ ,١/٣٢٤ ,١/٣٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>