للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإسراجها، واتخاذها مساجد وأعيادا.

وقد جمع هؤلاء الضلال بين فتنة القبور، وبين دعاء الأموات، وسؤالهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، وإجابة الدعوات، وهذا هو المذهب الوخيم، والشرك العظيم، و: {مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} الآية [سورة المائدة آية: ٧٢] .

وبهذا تعلم - حفظك الله - أن هدم هذه المشاهد، واستئصالها ومحوها، وعدم إبقاء شيء منها من أعظم الحسنات، وأن تركها، أو ترك شيء منها، والإعراض عن التحريض على محوها وإعدامها، من أعظم السيئات على القادر على ذلك؛ فحينئذ يجب على الإمام أيده الله أن يحرص أشد الحرص على محو هذه القباب، وما أشبهها من مواطن الشرك.

وكان الناس يتحدثون أن الإمام أيده الله يريد أن يقرر رجلا يتفق عليه الناس، ويكون ذلك الرجل أميرا على الحرمين، على شريطة تقديم كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتحكيمهما، وعزل ما خالفهما.

فإذا كان المحكم في الحرمين الشريفين، هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل على ما اقتضياه، في أصول الدين وفروعه، فما أحسنه من صنيع! ما على حسنه من مزيد; وما أجمله عند أهل الإسلام والتوحيد! وما أشقه وأصعبه على نفوس أهل الشرك والتنديد! : {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>