للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدين الله، فلا بد أن يقع المحذور الأكبر، ويعود أهل تلك المواطن إلى ما كانوا عليه قبل ولاية أهل الإسلام عليهم، من الشرك والبدع والمعاصي الظاهرة، فتعمر القباب على القبور، وتنتشر دعوة الغائبين والأموات، وسؤالهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، وإجابة الدعوات، ويظهر الزنى، وأكل الربا، وغير ذلك من المنكرات.

فينبغي للإمام أيده الله أن ينتبه لهذا الأمر، ويخاف أشد الخوف من أن يكون عليه كفل من الآثام، بسبب توليته من ليس له رغبة في دين الله، ولا التفات إلى القيام بشرائع الإسلام، والحث عليها وحمل الرعية عليها، والنهي عما ينافيها، من الشرك والبدع والمحدثات.

وطريق السلامة والخلاص للإمام أيده الله، من هذه الشبكة، والنجاة من هذه المعضلة، أن يأخذ العهد والميثاق على من يوليه على الحرمين، على اتباع الكتاب والسنة، والنهي عن الشرك، ودعوة الأموات، ونفي المعاصي والمخالفات، وعلى هدم القباب ونفي البنايات، وغير ذلك من المنكرات.

وليحذر الإمام سلمه الله من الإعراض عن ذلك، وعدم إلزام الأمير القيام بذلك كله، وليتأمل قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَِ إنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [سورة الجاثية آية: ١٨-

<<  <  ج: ص:  >  >>