للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مؤذنه، ففي غاية المناسبة، فإن الغناء قرآنه، والتصفيق والرقص اللذين هما المكاء والتصدية صلاته; فلا بد لهذه الصلاة من مؤذن وإمام ومأموم، فالمؤذن المزمار، والإمام المغني، والمأمومون الحاضرون.

وقال بعض العارفين: وقد كان الناس فيما مضى يستتر أحدهم بالمعصية إذا أوقعها، ثم يستغفر الله ويتوب إليه منها؛ ثم كثر الجهل وقلّ العلم، وتناقص الأمر، حتى صار أحدهم يأتي المعصية جهارا.

ثم ازداد الأمر حتى استزلهم الشيطان، وأسبغ عقولهم في حب اللهو وسماع الطقطقة، واعتقد أنه من الدين الذي يقرب من الله، فجاهروا به، وخالفوا الفقهاء والعلماء: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [سورة النساء آية: ١١٥] .

وقد صرح علماء الأمة بتحريم سماع الملاهي كلها، كالمزمار، والدف، والضرب بالقضيب، وصرحوا أنه معصية يوجب الفسق، وترد به شهادته.

قال النووي: فإذا كان الزمر - الذي هو آلات اللهو - حراما، فكيف بما هو أشد منه، كالعود والطنبور؟ ولا ينبغي لمن شم رائحة العلم أن يتوقف في تحريم ذلك، فأقل ما فيه أنه من شعائر الفسّاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>