للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل: لمن يا رسول الله: قال؟ لله, ولكتابه، ولرسوله, ولأئمة المسلمين, وعامتهم" ١.

ويقول صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" ٢.

قف يا أخي: وتأمل هذه النصوص الشرعية والمنشورات السماوية، هدانا الله وإياك طريق الخير، وجنبنا جميعا طرق الضلال والهلاك.

إن من الواجب عليك أيها المسلم أن تأخذ بيدي إلى طريق الحق والهدى، وأن آخذ بيدك إذا تأخرت، وتكاسلت، إلى طريق الحق والهدى، وأن نكون جميعا متعاونين على البر والتقوى، دعاة إلى ربنا عز وجل نلتمس رضاه، ونلتمس جنته، نخشى من غضبه وعذابه، ونحب من أحب، ونعادي من عادى، لأنه لذلك خلقنا، وبه أمرنا؛ لم نخلق لنأكل ونشرب وننكح فقط، لأن هذه صفة بهيمية، إذا بقي الإنسان لا يهمه إلا الأكل والشرب والنزوان، فقد اتصف بهذه الصفة البهيمية، ولم يلتفت إلى ما خلق له، وهي: عبادة الله، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [سورة الذاريات آية: ٥٦] ٣.

فهذه هي الحكمة في خلقنا وإيجادنا. وربنا سبحانه وبحمده، من رحمته لعباده أن أرسل إليهم رسوله، وأنزل عليهم كتابه، ليخرجهم من الظلمات إلى النور، لأن الكتاب والسنة هما الهدى والنور، والشفاء النافع لمن تمسك بهما، ويا خيبة وخسارة من أعرض عنهما.


١ مسلم: الإيمان (٥٥) , والنسائي: البيعة (٤١٩٧ ,٤١٩٨) , وأبو داود: الأدب (٤٩٤٤) , وأحمد (٤/١٠٢) .
٢ البخاري: الإيمان (١٣) , ومسلم: الإيمان (٤٥) , والترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (٢٥١٥) , والنسائي: الإيمان وشرائعه (٥٠١٦) , وأحمد (٣/٢٧٢) , والدارمي: الرقاق (٢٧٤٠) .
٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>