انتزع منها جلباب الحياء بالكلية؛ فكان الفساد أسرع من السيل إلى منحدره.
قال ابن القيم، رحمه الله في:"إغاثة اللهفان": ولا ريب أن كل غيور يجنب أهله سماع الغناء، كما يجنبهن أسباب الريب ومن طرق أهله إلى سماع رقية الزنى، فهو أعلم بالإثم الذي يستحقه.
ومن الأمر المعلوم عند القوم أن المرأة إذ استعصت على الرجل، اجتهد أن يسمعها صوت الغناء، فحينئذ تعطي الليان، وهذا لأن المرأة سريعة الانفعال للأصوات جدا. فإذا كان الصوت بالغناء، صار انفعالها من وجهين، من جهة الصوت، ومن جهة معناه.
فأما إذا اجتمع إلى هذه الرقية، الدف والشبابة، والرقص بالتخنث والتكسر، فلو حبلت المرأة من غناء لحبلت من هذا الغناء; فلعمر الله، كم من حرة صارت بالغناء من البغايا! وكم من حر أصبح به عبدا للصبيان والصبايا! وكم من غيور تبدل به اسما قبيحا بين البرايا!
وقال يزيد بن الوليد: يا بني أمية، إياكم والغناء، فإنه ينقص الحياء ويزيد في الشهوة، ويهدم المروءة، وإنه لينوب عن الخمر، ويفعل ما يفعل السكر. فإن كنتم لابد فاعلين، فجنبوه النساء، فإن الغناء داعية الزنى.