للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويروى عن سفيان الثوري أنه كره اليوم الخروج للنساء إلى العيد. قلت: وذكر شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية، رحمه الله تعالى، عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى، أنه سئل عن النساء يخرجن في العيد؟ قال: لا يعجبني في زماننا هذا، إنهن فتنة. قال الشيخ: وهذا يعم سائر الصلوات. انتهى.

قال ابن دقيق: وإذا كان هذا قول عائشة، وابن المبارك، وسفيان الثوري، وأحمد بن حنبل، في نساء زمانهم، فكيف لو رأى صنيع المتبرجات في زماننا؟

ثم ذكر أحاديث، في فضل صلاتها في بيتها، قال: وقد ورد الإذن للنساء في إتيان المساجد مشروطا باجتناب الطيب ونحوه، مما يهيج شهوة الرجال.

وذكر: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، ولكن ليخرجن وهن تفلات" ١، وقال: "ائذنوا للنساء بالليل، إلى المساجد تفلات" ٢ أي: غير متطيبات.

قال ابن دقيق العيد: فيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المساجد، لما فيه من تحريك داعية الرجال وشهوتهم، وربما يكون سببا لتحريك شهوة المرأة أيضا; قال: ويلحق بالطيب ما في معناه، كحسن الملبس، والحلي الذي يظهر أثره، والهيئة الفاخرة.


١ أبو داود: الصلاة (٥٦٥) , وأحمد (٢/٤٣٨ ,٢/٤٧٥ ,٢/٥٢٨) , والدارمي: الصلاة (١٢٧٩) .
٢ البخاري: الجمعة (٨٩٩) , ومسلم: الصلاة (٤٤٢) , والترمذي: الجمعة (٥٧٠) , وأبو داود: الصلاة (٥٦٨) , وأحمد (٢/٤٩ ,٢/١٢٧ ,٢/١٤٣ ,٢/١٤٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>